كلمة نائب قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع في الجمهورية العربية السورية في جامعة الدفاع الوطني
حضر العماد محمود علي عباس، نائب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع في الجمهورية العربية السورية، يوم الاثنين الثالث والعشرين من يناير/کانون الثاني الميلادي الموافق الواحد من رجب 1444 هـ.ق، على رأس وفد متکون من 5 أشخاص، والذي کان يرافقه رئيس الأكاديمية العسكرية السورية، حضر جامعة الدفاع الوطني العليا وألقی کلمة في كلية الرسول الأعظم (صلی الله عليه وآله وسلم). واستهل کلمته بتقديم الشکر لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية وكذلك رئيس جامعة الدفاع الوطني قائلا: تتضمن هذه الجامعة أبحاث العلوم العسكرية وتعتبر من أفضل الجامعات. وتابع کلمته مشيرًا إلى أمر نبي الإسلام (صلی الله عليه وآله وسلم) الذي قال " اقرأ ": بالمعرفة والعلم نستطيع أن نتغلب وننتصر علی الأعداء ونحقق مستويات عسكرية عالية وبالتالي نهزم الأعداء والإرهابيين. تابع معالي وزير الدفاع السوري کلمته قائلا: ما هي مکانتنا في العالم؟ إن إيران تلعب دورًا مهمًا في العالم. فمنذ بداية الثورة الإسلامية الإيرانية، كان العالم يتغير. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإنشاء الناتو، أصبحت أمريكا وحلف شمال الأطلسي القوى الأولى في العالم، إلا أن إيران كانت ضمن الدول التي لعبت دورًا مركزيًا في هندسة النظام العالمي الجديد.
وقال معالي الوزير أيضا: لقد أفسدنا الخطة العالمية وهذا يدل على قوة الجيش السوري والدور البناء للقوات المسلحة الإيرانية في سوريا، کما لا يمکن إنكار دور القوات المسلحة الإيرانية في مكافحة الإرهاب. وأضاف قائلا: نحن في قلب التغيير العالمي. وبناءً على النظريات العلمية - العسكرية، سنكون عاملاً مؤثرًا في النظام الجديد من الناحية الجيوسياسية إن شاء الله. لا ينبغي أن نتحول إلی قطع شطرنج في أيدي الدول الأخری.
هذا وقد أعلن وزير الدفاع السوري في جزء آخر من خطابه: يحاول الغرب وأمريكا منع الدول المنتجة للعلم، مثل إيران التي أحرزت تقدمًا في العلوم المختلفة. وتابع: " أخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتفوق في صناعة الطائرات المسيرة، وإن صناعة المسيرات كانت صاعقة على رأس أمريكا حقا". مضيفا: "انتصارات جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرس الثوري في مشاهد مختلفة تعلمنا أن ندرک قدراتنا وأن نكون فاعلين في المنطقة والعالم". وقال نائب القائد العام للقوات المسلحة السورية: بعد عام 2000 تغير العالم وبلغ ترتيب قوات العالم عدد القوى العالمية، وظهرت إيران والهند والصين وروسيا في ترتيب القوى العالمية. تابع العماد محمود علي عباس قائلا: إذا تعاونا معًا، فسنهزم العدو والاستعمار. وأضاف: لقد استفادت إيران من فرصة العقوبات. لذلك، فإن الاختراع هو ما نحن الآن بحاجة ماسة إليه. وهذا تصريح حقيقي وصحيح بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمکنت أيضًا من دعم سوريا. قال العماد محمود علي عباس عن النظام العالمي الجديد: سنرسي أسس النظام الجديد إن شاء الله. وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحظی الآن بكل الصلاحيات اللازمة لتحقيق هذا العمل. فإن إيران مليئة بالخيرات. فقد أصبحت إيران، بما تتمتع به من قائد شجاع، وبنية سياسية صلبة، حجر الزاوية وداعمة لمعظم الدول، بما في ذلك سوريا. وأضاف: سننجح بإذن الله سبحانه وتعالی وبالاتحاد ضد العقوبات المفروضة وضمان مصالحنا مستلهمين توجيهات قائد الثورة الإسلامية المعظم وإرشادات الرئيس بشار الأسد وأتمنی أن نکون قادة أكفاء إن شاء الله. وفي مثل هذا الوضع، سننتصر مهما کان مستوى الحرب. وتمنى في الجزء الأخير من كلمته التوفيق للجامعة وطلبة الجامعة العليا للدفاع الوطني وقال: وستواصل هذه الجامعة وجامعة الأكاديمية العسكرية العليا في سوريا هذا التعاون الذي يعود بالفائدة على البلدين بإذن الله. وتابع: يمكننا إجراء بعض الأبحاث العلمية في العلوم العسكرية التي تناسب تقدم البلدين في المجالات العسكرية والمدنية.
وفي لقاء مع شبكة العالم التلفزيونية في ختام هذا الاجتماع وردا علی سؤال عن رد فعل الجيش السوري على الحكومة الأكثر تطرفاً في النظام الصهيوني، أعلن نائب قائد القوات المسلحة السورية قائلا: لا شك أن الحكومة المتطرفة الحالية في الكيان الصهيوني تکون عدوا لنفسها قبل أن تكون عدوا للعالم، وسنتعامل مع هذا التطرف بالقوة المناسبة.
وقبل مغادرته الجامعة العليا للدفاع الوطني كتب في الکتاب التذکاري للجامعة: في مواقع العلم ترفع الرؤوس الملیئة وعلی منابر العلم تتفتح زهور العلم. وفي هذه الجامعة اتمنی ان تکون منبرا هاما للعلم والتقدم في سبیل بقاء المستقبل للجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن نعمل معا في إيران والجمهورية العربية السورية متمثلة في الآكاديمية العسكرية العليا للتعاون في مجالات العلم كافة خدمة لأوطاننا والبشرية.
وقبل إلقاء هذه الكلمة، هنأ العميد الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم، رئيس الجامعة، بحلول شهر رجب المبارک، ورحب بحضور الوفد السوري في جامعة الدفاع الوطني قائلا: نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نسعى دائمًا إلى تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الصديقين والشقيقين ونؤكد على تقوية وتنمية أواصر الصداقة والأخوة في جميع المجالات. وتابع أحمدي مقدم قوله: وكما وقفت الجمهورية الإيرانية إلى جانب سوريا حكومةً وشعباً في محاربة الإرهابيين، فإنها ستواصل هذا المسار ولن تتردد في أي دعم في جميع المجالات. وقال رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني: إن الجيش السوري حقق إنجازات هائلة في مجال التعامل مع الإرهاب والفتنة، وكل هذه الإنجازات هي نتيجة إستراتيجية الصبر المستمرة وروح المقاومة والنضال التي تتميز بها سوريا قيادة وجيشا وشعبا، بحيث أن 10 سنوات من القتل والدمار والتهجير لم تمنع سوريا من الاستمرار في المقاومة.
وقال العميد أحمدي مقدم، في إشارة إلى دور أمريكا والصهاينة والغرب والقوى الرجعية لإبعاد سوريا عن الميدان وحذفها من المعادلات الإقليمية: كل هذه الدول استخدمت كل أدواتها الإرهابية، لكن سوريا استطاعت هزيمة العدو وإفشال خطته. وأشار رئيس جامعة الدفاع الوطني إلى دور القائد الأعلى للثورة الإسلامية وتوجيهاته الحكيمة والجهود الميدانية التي قدمها اللواء سليماني، الذي كان يقف إلی جانب الرئيس بشار الأسد ويرافقه.
وفي الختام، أشار العميد أحمدي مقدم، إلى أن جامعة الدفاع الوطني العليا هي قاعدة ومركز لتعزيز وتطوير العلاقات المتبادلة بين البلدين، معربا عن أمله في أن يكون هذا الاجتماع بداية للتعاون العلمي والبحثي بين هذه الجامعة والأكاديمية العسكرية الإستراتيجية العليا ومختلف المراکز الجامعية الدفاعية في سوريا.
تعليقكم :