كلمة رئيس جامعة الدفاع الوطني حول "فقه الأمن" في مدرسة عالم آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) العليا للفقاهة في مشهد المقدسة
التقی العميد الدكتور اسماعيل احمد مقدم، رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني، مساء الاثنين الموافق الثلاثين من يناير/کانون الثاني، بعد توقيع اتفاقية التعاون مع مدرسة عالم آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) العليا للفقاهة بمجموعة من طلاب هذه المدرسة وألقی کلمته في موضوع "فقه الأمن". وأشار الدکتور أحمدي مقدم في بداية هذه الكلمة إلى كتاب "ثمرات الحياة" للمرحوم العلامة الطباطبائي وقال إن البشر طماعون وجشعون في الأساس ويجب أن يكونوا قادرين على تهدئة وترويض هذه الطبيعة في أنفسهم مضيفا: إن الطمع جزء من الذات البشرية، ولكن في الأنبياء والقديسين يتجلى نفس الطمع في اکتساب مناصب روحية عليا. وفي إشارة إلى نظريات هوبز وفرويد ومكيافيللي، قال رئيس جامعة الدفاع الوطني إن الطبيعة الشرسة جزء لا يتجزأ من البشر مذکرا أن الأمن هو مقدمة ونتيجة للمجتمع البشري، ووصف الأمن بأنه شيء ضروري للمجتمع وأشار إلى أن الأمن في المجتمع لا يمكن رؤيته من منظور أجهزة الشرطة وأنه من الصعب تحديد الأمن من منظور العدالة الجنائية. وفي شرحه لمفهوم الأمن أعلن الدكتور أحمدي مقدم أنه مفهوم واسع وضيق وأضاف: إن الأمن في معناه الأوسع هو نفس الخوف الأمني والاقتصادي والثقافي ، وبهذا المعنى، يجب على الجميع الامتثال للقانون. لكن الأمن في سياقه المحدد والمضغوط يعنى الجيش والقوات العسكرية والدفاع عن حدود البلاد.
هذا ووضع العميد أحمدي مقدم المصالح الوطنية في زمرة القضايا المتعلقة بالأمن وأضاف: اليوم، إن مهاجمة المصالح الوطنية للدول تساوي تهديد أمنها، وإذا تعرضت الأسواق الاقتصادية والنقاط المهمة والحاسمة والسفارات وما إلى ذلك للتهديد في بلد ما، فإن أمن ذلك البلد قد تعرض بالفعل للخطر. وفي جزء آخر من خطابه، قدم الولاية على أنها "عمل" والعبادة "اتجاه" مضيفا: إذا لم يتحقق الأمن، فلن تتحقق العدالة، وإذا لم تكن هناك عدالة فلن تتحقق التنمية والتقدم. وفي إشارة إلى الآية 40 من سورة الحج المباركة قال: إذا لم يكن هناك أمن فسوف يزول التدين.
اعتبر رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا فقه الأمن إلی جانب الفروع الأخری من الفقه، بأنها تعد الأسلوب العملي وطريقة إدارة المجتمع وتابع قائلا: ليس للحكومة معنى استقرائي، وعندما يزداد عدد البشر تزداد القواعد والصراعات، لذلك يجب أن يكون الفقه قادراً على توفير الأمن وتقديم حلول لهم.
وفي ختام هذه الكلمة شکر الدكتور وحدتي الشبيري مدرسة عالم آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) العليا للفقاهة لرئيس جامعة الدفاع الوطني على المضامين المطروحة وطالب تعزيز التعاون المتزايد بين الجامعتين وتبادل الأساتذة والطلاب وإتاحة إمكانية نشر المقالات في المجلات المتخصصة لدی الجانبين، الأمر الذي رحب به رئيس جامعة الدفاع الوطني ومدير مدرسة عالم آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) العليا للفقاهة.
تعليقكم :