العميد الدكتور نصيرزاده، نائب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة: الإمام راحل (قدس سره الشريف) كان أعظم المنظرين في القرن الماضي.
بحسب مركز العلاقات الدولية بجامعة الدفاع الوطني العليا، أقيم يوم الأربعاء الموافق الواحد من مايو/أيار، وبمناسبة ذكرى استشهاد الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري، حفل تكريم منصب الأستاذ والمعلم من خلال دعوة الأساتذة، وقدامى المحاربين والمتقاعدين والطلاب والمسؤولين في جامعة الدفاع الوطني العليا.
كرم الأمير العميد الدكتور نصيرزاده، نائب الأركان العامة للقوات المسلحة، في هذا الحفل، ذكرى الشهداء الذين كانوا معلمين في حياتهم وفي استشهادهم، کما کرم ذكرى استشهاد الأستاذ مرتضى مطهري الذي اکتسب شرفا کبيرا بصفته معلما وشهيدا وأنه في يوم استشهاده يتم التقدير للأساتذة والمعلمين في البلاد، وقد أدی ذلك إلی خلق أجواء خطاب علمي في ذكرى استشهاده. وفي إشارة إلى المكانة الرفيعة للمعلم، تبرك نائب الأركان العامة للقوات المسلحة بذکر اسم الله تبارک و تعالی باعتباره المعلم الأول للإنسان ومن ثم أنبياء الله كمعلمي الإنسانية، وسمی التعليم بالحب والعشق على لسان الأستاذ مطهري. كما ذكر تصريح سماحة القائد المعظم بخصوص مكانة المعلم بأنه يعتبر المعلم من الطبقة النبيلة في المجتمع. وأشار أمير نصيرزاده أيضًا إلى بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، والقسم الحضاري من هذا البيان تحديدا، تتمکن الموارد والثروة البشرية، التي تکون نتيجة عمل المعلم، أن تخلق الظروف لبناء الحضارة وأن هذا الأمر المهم لا يمكن أن يتم إلا من قبل الأساتذة الذين يتجهون نحو جودة أعلى من حيث التعليم حتى تتحول هذه الفئة من الطلاب إلی ثروات وموارد إنسانية.
تابع العميد نصير زاده قائلا: سواء أراد المعلم ذلك أم لا، فإنه يؤثر على الطالب والعلاقة بين الطلاب والمعلمين والأساتذة أقوى بكثير من العلاقة بين الأولاد والوالدين لأنه بالإضافة إلى التعليم والنمو يعلمه أيضًا الدين والعلم. وأضاف كذلك: يؤثر المعلم على خيال التلميذ والطالب بصريًا وسمعيًا وكلاميًا، فإذا كان متفائلاً وحسن الخلق ولا يتجاوز حدود الشرع، سيكون له أثر كبير على الطلاب. هذا وذکر نائب رئيس الأركان العامة حديثا للإمام علي عليه السلام الذي قال إن فريقين من "علماء عابري الحدود" و"علماء بلا عمل" قد قصما ظهري، مشيرا إلى بعض الأساتذة في البلاد وقال: وللأسف، على مستوى البلد، لا يقل مثل هؤلاء، بينما في جامعات مراكز الكفر مثل الولايات المتحدة، حدثت صحوة كبيرة. لكن هؤلاء الأساتذة وسط وطننا، بكلماتهم الجميلة، لا يدلون بأي تعليق على هذا الحدث المهم وعلى الأحداث التي تجري في غزة ضد الإنسانية والمجتمع الإنساني، بينما کان هؤلاء يبدون قبل هذه الفترة الكثير من التعليقات حول أحداث صغيرة جدًا وغير مهمة. كما صرح نائب رئيس الأركان العامة، في إشارة إلى تهديدات الحرب المعرفية: نحن أمام حرب معرفية هائلة، وأساتذة الجامعات يلعبون دوراً مهماً جداً في تشكيل عقول الطلاب في هذا الصدد. وقال العميد نصيرزاده، في إشارة إلى القابليات الخاصة والمميزة التي تتمتع بها جامعة الدفاع الوطني العليا: لقد أزاحت هذه الجامعة مؤخرًا الستار عن خطتها الشاملة ولديها خطة مشرقة جدًا في المستقبل، كما أن رئيس الجامعة يتسم بالحكمة والحكمة والرحمة في توجيه شؤون الجامعة. وهذه الخطة ذات أهمية كبيرة لدی سماحة القائد المعظم والقائد العام للقوات المسلحة وأعرب سماحته في التقرير الذي عرضه عليه مؤخرا رئيس الأركان العامة المحترم، عن رضاه عن أداء الجامعة وتابع قائلا: يتفوق أساتذة هذه الجامعة على أساتذة الجامعات الأخرى في ثلاث نواحٍ، اثنتان منها خاصة وواحدة عامة: أولاً، مكانة المعلمين والأساتذة عالية جداً بشكل عام، ثانياً، إن أساتذة هذه الجامعة هم عسکريون يشغلون أشرف الوظائف في المجتمع، لذلك فإن المعلم العسكري الذي يقوم بالتدريس في بيئة أمنية ويدرس لضمان والحفاظ على أمن البلاد له سمة خاصة، ثالثا: هناك مواد خاصة ومميزة تدرس في هذه الجامعة. وبالإشارة إلى هذه المواضيع المهمة أكد نائب هيئة الأركان العامة أن عمل جامعة الدفاع الوطني العليا هو عمل جهادي وقال: يجب أن تحاول هذه الجامعة تثقيف الإداريين وقادة النظام والحكومة الذين يقفون بمفردهم ضد الاستكبار العالمي، وبالتالي يجب أن تركز الجهود على الإطاحة بأعداء النظام. وتابع العميد نصيرزاده حديثه بالقول إنه لم تکن الحرب العالمية الثانية ولا انهيار الاتحاد السوفييتي مبدأ للنموذج التاريخي في العالم وقال: بحسب تصريح القائد الأعلى، فإنه من الآن فصاعدا سيكون الوضع في المنطقة والعالم مختلفا، وهذا يعني بداية نموذج جديد ساهم في إضعاف المصداقية الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والسياسية والاقتصادية للكيان الصهيوني. وأشار إلى أن عناوين مثل "النظام العالمي الجديد" و"أمريكا نموذج يحتذی به" كلها فشلت، وأضاف: كان من المفترض أن تعمل هذه المخططات والمشاريع على نهب الموارد المالية والوطنية للدول الأخرى وتقديمها للدول الغربية، إلا أن جميعها باءت بالفشل. وطرح نائب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة مطالب هيئة الأركان العامة من جامعة الدفاع الوطني وقال: علينا في هذه الجامعة أن نسير في اتجاه التطلع إلى المستقبل واجتياز هذا الوضع بكرامة وأردف قائلا: لقد لعبت هذه الجامعة دورا فعالا جدا على المستوىين الوطني والإقليمي بإنشاء مدرسة للحوكمة وإنشاء کلية دولية، کما يجب عليها تقديم التوقعات اللازمة للتغلب على هذا الوضع أقصد ما هو الوضع الذي سنواجهه وفي أي اتجاه يجب أن تسير الدبلوماسية العلمية في الجامعة؟ وفي استمرار لحديثه طرح العميد الدكتور نصيرزاده بعض المقترحات الأساسية كاختصاصات جامعة الدفاع الوطني العليا وقال: الآن وبعد أن بدأ عصر جديد في المنطقة والعالم، تحتاج هذه الجامعة إلى تغيير نفسها بناءً على المتطلبات. وأشار کذلك إلى أن الجامعات خارج القوات المسلحة لم تتمكن من تلبية جزء كبير من توقعات القائد المعظم وأضاف: إن القائد العام للقوات المسلحة لديه آمال وتوقعات كبيرة من هذه الجامعة، فعليها أن تترك الترکيز علی محورية کتابة البحوث والمقالات متحولة إلی مرکز متقدم. وإذا كان من المتوقع أن يحدث تغيير في بنية القوات المسلحة، فإن جامعة الدفاع الوطني العليا هي التي يجب أن تقدم الخطط التحويلية لهذا التغيير في سياق نشرات خاصة ومحدودة. وأشار في هذا الصدد إلى التقارير التحليلية للجامعة خلال عملية طوفان الأقصى وأضاف: لقد أظهرت هذه التقارير التحليلية أن هذه الجامعة تتمتع بعمق معرفي وقدرات تحليلية جيدة جداً. وتابع نائب رئيس الأركان العامة كلامه وأشار إلى المقترح التوظيفي الثاني لجامعة الدفاع الوطني العليا فقال: عدد الرسائل الجامعية التي تم نقاشها في هذه الجامعة کثيرة جداً وتتم دراسة العديد من المواضيع في هذه الجامعة وباعتبار أن تاريخ بعض هذه الرسائل يعود إلى سنوات کثيرة مضت، فلا بد من تكرار هذه المواضيع وتحديثها. أما الاقتراح الثالث الذي قدمه نائب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لجامعة الدفاع الوطني العليا فهو إعطاء أهمية کبری لموضوع التنظير، فقال في هذا الصدد: ينبغي أن نعطي أهمية أکثر للأفكار الداخلية بالمقارنة مع الأفكار الخارجية، وبحسب المعنوية التي يتصف بها رئيس الجامعة يمكن أن يتم ذلك بشكل جيد. وأشار إلى نظريات الإمام الخميني (قدس سره) التي أحدثت تحولا وتغييرا في العصر الحديث، ومن أهمها نظريتي «لا شرقية ولا غربية» و«أميركا الشيطان الأكبر»، والتي شطبت على كل أفكار الدول الغربية الأخرى وخلقت نموذجا في العالم لم يكن موجودا من قبل. وتابع العميد نصيرزاده حديثه مذکرا بمكانة الشهداء عند الله ومقارنتها بمكانة المعلمين، وأشار إلى المكانة المميزة للمعلمين الذين نالوا فخر الشهادة، بالإضافة إلى حصولهم على مكانة التعليم، وأضاف: طوبى لأولئك الذين كانوا معلمين وشهداء.
وقبل ذلك ألقی العميد الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم رئيس جامعة الدفاع الوطني کلمة أشار فيها إلى الشخصية الرفيعة للشهيد مطهري وتنوع الأعمال التي تركها وقال: لقد وافق الامام الخميني (قدس سره) على جميع مؤلفاته دون استثناء. هذا وبحث رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا أعمال الجامعة العام الماضي وقال: تم نقاش 121 رسالة في هذه الجامعة خلال عام 2023 الميلادي (1402 الشمسي). وأضاف: لدينا في هذه الجامعة 94 عضو هيئة تدريس، من بينهم رئيس الأركان العامة المحترم وكبار مديري القوات المسلحة، حيث يشرح ويبين هؤلاء الأساتذة في محاضراتهم الاحتياجات الموضوعية للقوات المسلحة ويجدون لها حلولا وإجابات. وتابع قائلا: لدينا أيضًا 148 من أعضاء هيئة التدريس الزائرين، ما عدا المستشارين والحكام الذين يتعاونون مع هذه الجامعة.
أشار العميد أحمدي مقدم، في تعبيره عن جودة التعليم المقدم في هذه الجامعة، إلى تصريحات مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى خلال رحلته إلى العراق العام الماضي وأضاف: إن التعليمات المقدمة للطلاب العراقيين في إيران أفضل بكثير وأكثر اكتمالا وأكثر تطبيقا من التعليم المقدم في دول أخرى. الدول الأخری لديها تحفظات على عرض وتوفير التعليمات، بينما في إيران فإن السخاء في توفير التعليم واضح تمامًا.
وفي الختام تم تكريم الأساتذة المختارين من الجامعة.
تعليقكم :