شرح عملية مرصاد من قبل العميد إسماعيل أحمدي مقدم في الحفل التذكاري لمتحف الدفاع الوطني المقدس
بحسب مركز العلاقات الدولية، وبمناسبة ذكرى عملية مرصاد السنوية، أقيمت مراسم تذكارية بحضور جمع من قادة ومقاتلي عملية مرصاد في المتحف الوطني للثورة الإسلامية. وفي هذا الحفل الذي بدأ بذكر مصائب ابي عبدالله الحسين عليه السلام، حكى العميد الدكتور اسماعيل احمدي مقدم رئيس جامعة الدفاع الوطني ذكريات من هذه العملية لقادة عملية مرصاد. وأشار إلى أنه في نهاية الحرب كان لدينا قصف يومي للمدن والمناطق المكتظة بالسكان، وكان الأعداء يحاولون جعل الأوضاع الاقتصادية للبلاد أكثر صعوبة يوما بعد يوم. ومن خلال حديثه وبعد أن تکلم عن ظروف البلاد، واصل التعبير عن ذكريات من الشهداء. وفي نهاية هذا الحفل تم إزاحة الستار عن كتاب عمليات مرصاد وهو عبارة عن تاريخ شفهي كتبه العميد أحمدي مقدم وتم تجميعه بجهود السيد محمد الطيب.
أقيمت مساء (الثلاثاء 23 من يوليو/تموز) أمسية روائية تناولت ذکريات عن عملية مرصاد بحضور العميد نبي سهرابي، نائب رئيس مؤسسة الحفاظ على آثار ونشر قيم الدفاع المقدس والعميد الركن إسماعيل أحمدي مقدم، رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا، والعميد نادر أديبي، المدير العام للمتحف الوطني للثورة الإسلامية والدفاع المقدس، ومجموعة من القادة والمحاربين في فترة الدفاع المقدس. اجتمع في قاعة الخليج الفارسي بهذا المتحف. وفي هذا الصدد قدمت کلمات نابعة القلب بقلم العميد أحمدي مقدم الخاص وهي كما يلي:
بسم ا... الرّحمن الرّحیم
ورغم أن مسار حياتي مر بمراحل صعبة ومختلفة من تاريخ بلادنا المعاصر، وضعني القدر بأصعب مراحل تلك الأحداث، إلا أن عملية "مرصاد" تختلف عن كل تلك الحالات. لم تكن عملية مرصاد مجرد عملية عسكرية، بل هي حدث حقق لأمتنا بفضل الله نصرا إلهيا بعد أن عاشت أصعب الظروف في تاريخ الثورة الإسلامية. حققت عملية مرصاد انتصارًا مهمًا للغاية في المعركة الأخيرة وفي الفترة الذهبية، وأصبحت نقطة تحول في تاريخ مجاهدات الأمة الإيرانية. يد القدر التي عرفتني على الموقع الجغرافي لمنطقة "تشهارزبر" منذ سنوات طويلة وأثناء صراعات في منطقة أورامانات جرتني إلى مسرح عملية مرصاد في الأيام الأولى من شهر يونيو/تموز 1988!
مرت سنوات، وأخيرا، ولأول مرة، عندما كنت قائدا لقوات الشرطة، تفاجأت في برنامج "الهوية"، وبعد خمسة وعشرين عاما، كشفت للجمهور عن هذه العملية. تم بث البرنامج التلفزيوني "الهوية" على قناة سيما الثالثة في 26 من يوليو/تموز 2013، وتسبب في عرض جزء من الذكريات القادمة في وسائل الإعلام الوطنية. وبناء على طلب مجلة "كلمة المرور" وبمناسبة ذكرى عمليات المرصاد، في تموز 2014، قمت بتحليل أوضاع الأيام الأخيرة للدفاع المقدس والوصف التحليلي لعمليات المرصاد.
بعد ذلك، في حوار أجريته مع صديقي ورفيق السلاح "محمد الطيب" عام 2020 عن شخصية الشهيد العزيز "محمد البروجردي"، صادفت اقتراحه لكتابة مذكراتي بالتفصيل، وكتبت الـ 23 جلسات من مذكراتي التي سبق أن عقدتها خلال الأعوام من عام 2002 إلى عام 2014، تم تسجيلها وتحريرها على شكل مقابلة أجراها الشقيق المجاهد والكاتب المخضرم في الدفاع المقدس "سيد مهدي الحسيني" "، وأعطيته له. وباقتراح محمد الطيب تم اختيار قسم من عمليات مرصاد من ذکرياتي الشفوية وتقرر إعداد مقال حول هذا الأمر في أغسطس 2019 ونشره في بعض وسائل الإعلام بمناسبة ذكرى العملية. ولكن عندما بدأ العمل أدرك اتساع المشكلة وعمقها وتعقيدها وشعر بضرورة الدراسة والبحث أكثر عن هذه العمليات لحساسية الأمر. وعلى مدى أكثر من عام، وبجهد کبير من هذا الباحث المثقف، تم إعداد العديد من الوثائق، وأثناء إجراء المقابلات المتكررة ودراسة الروايات المختلفة لعمليات مرصاد، تم إجراء إصلاحات متتالية في العمل، ولحسن الحظ، قد انتهی هذا المشروع في سياق مجموعة متکاملة وفاخرة.
يركز الكتاب الحالي بشكل أساسي على الملاحظات والذكريات والانطباعات والتصورات، وبشكل عام، روايتي الشخصية لعملية مرصاد. وجاء جزء من هذا العمل في سياق بحث عسكري فريد ودقيق نسبيًا وهو تجميع لهذه العملية المهمة، والذي كتبته عام 1989 في شكل أطروحة في "جامعة القيادة والأركان لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية " (دافوس أجا) بعد وقت قصير من وقوع المرصاد. هذا أهدي هذا التأليف إلى روح الإمام الخميني (قدس سره) والشهداء الأبرار والمضحين والمجاهدين في عمليات مرصاد الشريفة؛ کما أعرب عن جزيل الشکر والامتنان لسماحة قائد الثورة المعظم آية الله العظمی الإمام الخامنئي، الذي كان يذكر باستمرار أهمية كتابة المؤلفات في موضوع الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وبتشجيعاته الكثيرة وتوجيهاته الحكيمة، كان له تأثير خاص وقيم للغاية على كتابة مثل هذه الأعمال وأسأل الله تعالى له العمر المديد والبركة آملين أن تتزايد قوة وشرف وعظمة الأمة الإيرانية وتتوسع في ظل قيادته الإمامية وتحت راية سماحته، وأن يمهد الطريق لظهور المهدي الموعود عجل الله تعالی فرجه الشريف.
العميد اسماعيل احمدي مقدم
تعليقكم :