المراكز الاستراتيجية كجامعة الدفاع الوطني العليا، من أهم المواقع لاكتساب مفتاح مستقبل إيران الإسلامية المزدهر

٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ | ٠٨:٢٢ رقم الخبر : ۷٢٣٣ الاخبار
عدد القراءات:٦
المراكز الاستراتيجية كجامعة الدفاع الوطني العليا، من أهم المواقع لاكتساب مفتاح مستقبل إيران الإسلامية المزدهر

وفقاً لمركز الاتصالات والعلاقات الدولية، أُقيم حفل إحياء أسبوع البحث العلمي والكشف عن النظريات الناجحة يوم الثلاثاء 17 ديسمبر، بحضور كبار القادة العسكريين والمسؤولين المدنيين في جامعة الدفاع الوطني. وفي هذا الحفل، قدّم الدكتور محمد رضا مخبر دزفولي، رئيس أكاديمية العلوم، شرحاً وافياً حول استثمار قدرات النخب والإمكانات البرمجية والمادية المحلية، مشيداً بالمبادرة وطرح النظريات الجديدة في جامعة الدفاع الوطني العليا. وفيما يلي النص الكامل لكلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أيها الأعزاء الحاضرون. بدايةً، أودّ أن أتقدم بالشكر للإخوة الأعزاء الذين نظموا هذا المؤتمر، وأخصّ بالذكر أخي العزيز اللواء الدكتور أحمدي مقدم. لدي معرفة نسبية بجامعة الدفاع الوطني العليا، وقد شهدت جهوداً متميزةً على مدى هذه الفترة الطويلة، ونجحت في تنظيم أعمال استراتيجية بارزة. وأعتبر من واجبي، بصفتي أكاديمياً، أن أهنئ جميع العلماء والباحثين في البلاد بمناسبة أسبوع البحث العلمي، داعياً الله العلي القدير أن يكلل مساعيهم بالنجاح.

إن يوم 17 ديسمبر، يوم الوحدة بين الحوزة والجامعة، موضوع حظي باهتمام كبار الشخصيات في البلاد لسنوات عديدة. وقد شهدنا بوادر ونقاطاً مضيئةً في هذا المجال خلال الفترة الطويلة بعد الثورة، لكنها لم تتحول إلى خط مستمر ومتواصل لأسباب متعددة. فقد شهدنا الكثير من التقلبات، والنجاحات والإخفاقات في هذا المجال. لكن علينا أن ندرك أن مستقبل إيران القوية العلمي لا يمكن أن يتحقق إلا بهذين الجناحين. نحن بحاجة ماسة في هذا المجال إلى امتلاك أفكار جادة وأساسية، وكذلك تطبيقية-عملياتية، وهو ما أعتقد أننا لم نحققه بعد بشكل كامل، وإن تحقق في نقاط متفرقة.

أودّ أن أشير إلى عدة نقاط. أولاً، لم يعد العلم اليوم مجرد علم، ولم يعد يُعرَّف كعلم من أجل العلم في العالم. بل لم يعد يُعرَّف حتى كوسيلة لخدمة الآخرين. العلم اليوم يُطرح كقوة. في عالم اليوم، يُعتبر العلم مرادفاً للقوة. فأي عمل تقومون به وأي مجال تطرحونه في العالم، يمر عبر العلم المعاصر.

مؤخراً، في مجموعة منشورة، طرح الأمريكيون عبر موقع "فيك سوبر باور" أن القوة العلمية العظمى هي أساس المستقبل الذي سيشمل العالم. ويمكنكم رؤية أمثلة على ذلك في الأحداث الأخيرة. فالقوة العلمية العظمى يمكن أن تكون مدمرةً، كما يمكن أن تساهم في سعادة وصلاح البشرية. المهم هو في أي يد ستقع هذه القوة وهذه الأدوات المذهلة والعجيبة. فإذا وقعت في يد متهور، سنرى ما يحدث في غزة ولبنان وسوريا. وإذا وقعت في أيدي إنسانية إلهية، فستجلب السعادة للبشرية. لكن لدينا أيضاً رسالة مستقبلية جادة. فعلى العاملين في مجال العلم والمؤثرين في مجال العلوم والتكنولوجيا، إبراز هذا التوجه والدعم بشكل كبير، ليس فقط على المستوى الوطني بل على المستوى العالمي أيضاً.

يمكننا أن نكون قوةً عظمى، ولكن في أي مجال؟ يمكننا امتلاك القدرات الحديثة والمتطورة، ولكن على أي أساس ونظرية؟ القاسم المشترك بين جميع النظريات المطروحة اليوم هو العلم. والنظرة اليوم تختلف عما كانت عليه في العقود السابقة.

لقد خطر ببالي أن نستعرض معكم، أيها الأعزاء، ما ورثناه وما نواجهه اليوم في الثورة في مجال العلوم والتكنولوجيا. لا نقول لماذا لا نرى نقاط الضعف، بل يجب أن نعقد جلسةً منفصلةً لدراستها بعمق. فمن واجبات المؤسسات الاستراتيجية التحليل العميق، وليس النظرة السطحية، للقضايا الاستراتيجية. وسيكون لذلك أثر فعال إذا تم التركيز عليه.

عندما تسلمنا الجامعات بعد الثورة، كنا متخلفين جداً على المستويين المادي والبرمجي. لم يكن هناك أي أثر لإيران في أي مؤشر دولي أو قواعد بيانات استشهادية عالمية. أما اليوم، فإن 2% من الإنتاج العلمي العالمي، و3% من الأوراق العلمية عالية الاستشهاد، تنتمي للعلماء الإيرانيين. لدينا 100 ألف أستاذ جامعي في 350-400 جامعة. ونسبة الباحثين لكل مليون نسمة لا تقارن بما كانت عليه قبل الثورة. لدينا 19-22 مليون باحث في بلادنا، أي 1500 لكل مليون نسمة. هذه هي إمكانياتكم.

لكن لحوكمة العلوم والتكنولوجيا في عالم المستقبل، القريب والبعيد، كيف يجب تصميم هذه الأجهزة المادية والبرمجية؟ نستخدم مصطلح "الحوكمة" باستمرار في حديثنا، لكننا لا نولي اهتماماً للمصطلحات الأساسية التي ستشكل لاحقاً نموذج الحوكمة.

إن المراكز الاستراتيجية مثل جامعة الدفاع الوطني العليا، هي من أهم المواقع لاكتساب مفتاح مستقبل إيران الإسلامية المزدهر. وأودّ أن أشير إلى بعض النقاط حول هذه الآلية. رغم امتلاكنا لعدد كبير من النخب في البلاد، إلا أننا لم نصمم بعد مساراً أو منهجيةً لاستثمارهم. وكشخص واكب القضايا الجامعية والعلمية منذ بداية الثورة الثقافية، أؤكد أننا إذا لم نصمم خططاً لنخبنا وفق التصنيفات العالمية الجديدة، فلن نتمكن من الاحتفاظ بهم والاستفادة من قدراتهم.

لا يمكن إدارة مستقبل البلاد بمعدل ذكاء منخفض. نحتاج إلى معدل ذكاء مرتفع. لدينا عدد كبير من النخب في البلاد، لكننا لا نعرف كيف نستفيد منهم. يجب أن نطور قدرتنا على استثمار هذه الإمكانات. هناك عدد كبير من هؤلاء النخب يعملون حالياً في أفضل المراكز البحثية العالمية. لماذا لا يخدمون بلدهم؟ لقد حقّق الإيرانيون مراتب عالمية في مجالات عديدة مثل صناعة السيارات والطب والخلايا الجذعية والاستنساخ والذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر الكمومية. لذا، اقتراحي الأولي هو: لماذا لا تمتلك جامعات الإدارة القدرة على استيعاب هذا العدد الهائل من الشباب؟

وكما أشار القائد الأعلى، نحتاج إلى جناحين من الإيمان للوصول إلى المرجعية: الجناح الأول يركز على استكشاف الآفاق العلمية المستقبلية، والتي تغطي في المقام الأول العلوم الأساسية. وعلى الرغم من أنها قد لا تُثمر منتجاً نهائياً مباشراً، إلا أنها تخلق أرضيةً وبيئةً غنيةً بالمعرفة تمكنكم لاحقاً من تحويلها إلى تكنولوجيا.

إن بعض التطبيقات التكنولوجية المستخدمة يومياً في مختلف المجالات، لها جذور تمتد من 20 إلى 40 عاماً. فعندما كان عالم الفيزياء أو الكيمياء أو الباحث في العلوم الأساسية يعمل على نظرية أو منهجية ما، لم يكن يتخيل أن أبحاثه ستُستخدم بعد 40 عاماً في هواتفنا المحمولة وأجهزتنا الإلكترونية. في ذلك الوقت، لم يكن يتصور حتى أن تجد أبحاثه تطبيقاً عملياً، بينما كان في الواقع يفتح آفاقاً علميةً جديدةً. ولذلك، يجب تنظيم نخبنا في هذا المسار. لم تعد جامعاتنا قادرةً على تنظيمهم بمفردها، بل يجب أن يكون هذا جزءاً أساسياً من منظومة حوكمتنا.

قسم كبير من نخبنا قادرون على حل مشكلات البلاد، بما في ذلك مشكلة الطاقة. لكننا لا نعرف كيف نستفيد من هذه القدرات. لماذا تستطيع الصين إنتاج 600 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية في الصحراء، أي ما يعادل ثمانية أضعاف إنتاجنا من الكهرباء؟ نحن ننتج 120 مليون طن من الغذاء في بلادنا، فلماذا يجب أن يكون معدل وصول الناس إلى الغذاء منخفضاً؟ والأمر نفسه ينطبق على قطاع النقل والعبور.

لدينا تراكم هائل من الكفاءات النخبوية في البلاد. لكن للأسف، اقتصر فننا على وصمهم بالتصنيفات، فيذهبون ليوظفوا عقولهم لخدمة الآخرين. ولا ينقصنا الوسطاء الذين يتوسطون في مختلف المجالات ويستفيدون من هذا الوضع. نحن بحاجة إلى هذين الجناحين من النخب: في العلوم الأساسية واستكشاف الآفاق المستقبلية التي قد لا تبدو مرتبطةً بمشكلاتنا الراهنة ظاهرياً، وفي حل المشكلات وتعريف المشاريع الكبرى للبلاد. يجب تنظيم هؤلاء في تجمعات علمية. وإذا نجحنا في ذلك، ستتحقق النهضة والطفرة العلمية التي يتطلع إليها القائد الأعلى.

إن تشكيل إيران القوية هو أحد أهدافنا الرئيسية. والوصول إلى إيران القوية يتطلب مقدمات. يجب تشكيل اقتصاد قائم على المعرفة، فالاقتصاد التقليدي يولّد نفس الفساد والمشكلات التي نراها. يمكن تحقيق المرجعية العلمية، وبعدها نستطيع أن نرى إيران القوية ونقلها إلى الجيل القادم. شرط ذلك هو الاستخدام الصحيح للإمكانات المادية والموارد الإلهية لهذا البلد، وأن تأخذ المراكز الاستراتيجية عملها بجدية وتركيز، مستفيدةً من القدرات البرمجية والموارد البشرية التي تمثّل ميزةً نسبيةً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع التحرك نحو المستقبل بروح التضامن والتفكير المشترك والتنسيق والنظرة المستقبلية المبنية على الأمل.

أحياناً نريد الحديث عن المشكلات، لكننا نحتار في كيفية طرح بعضها دون أن نثبط عزيمة الناس أو نثير قلقهم. علينا أن نجد نقاطاً وخطاباً مشتركاً للوصول إلى أهدافنا. أتمنى لكم التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الکلمات الرئيسة: في النخب في في البلاد في هذا في مجال في أي في هذا المجال في ذلك أن يجب أن


تعليقكم :