أحداث سوريا: مخطط لإخراج إيران منها
أفاد مركز الإعلام والعلاقات الدولية في جامعة الدفاع الوطني العليا، أن الملتقى الثاني لخريجي الجامعة قد انعقد مساء يوم الأحد الموافق 23 يناير 2025، بحضور نخبة من القادة ورواد الدفاع المقدس.
وقد شهد هذا التجمع حضوراً لافتاً لكبار القيادات العسكرية والأمنية، في مقدمتهم: اللواء الدكتور محسن رضائي، القائد العام السابق للحرس الثوري الإسلامي إبان فترة الدفاع المقدس، العميد الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا، العميد الدكتور محمود شيخ حسني نائب رئيس التدريب والتعليم في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، العميد الدكتور عبد العلي بورشاسب نائب مدير معهد "الشهيد الفريق قاسم سليماني" لعلوم ومعارف الدفاع المقدس، والعميد الدكتور أحمد وحيدي القائد السابق لقوات القدس في الحرس الثوري. كما حضر الملتقى جمع غفير من القادة والرواد الذين شاركوا في حقبة الدفاع المقدس.
في هذه المراسيم، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني في حقبة الدفاع المقدس، من خلال استعراضه التاريخي للأحداث التي تلت الحرب العالمية الثانية قائلاً: "لقد برز نظامان عالميان بعد الحرب العالمية الثانية - الرأسمالي والشيوعي - وظلت الأحداث الدولية تحت سيطرة هاتين القوتين المهيمنتين لمدة خمسة عقود. وفي هذه الأثناء، ظهر تيار ضعيف تحت مسمى "عدم الانحياز"، مدعياً استقلاله عن القطبين، إلا أن الواقع كان مغايراً".
وأضاف اللواء محسن رضائي: "كانت كل حادثة أو حرب تقع في العالم تؤدي إلى اصطفاف خلف أحد هذين القطبين، وفي خضم هذا الركود الدولي، وقع حدث جلل في إيران ألا وهو الثورة الإسلامية".
وأوضح قائلاً: "بعد الثورة بأشهر قليلة، غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان، وشنت الولايات المتحدة هجوماً على إيران عبر صدام، وللمرة الأولى تعاون الطرفان في مواجهة إيران، إلا أنهما مُنيا بالهزيمة".
وأردف أمين المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي بين رؤساء السلطات قائلاً: "عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، بدأت الولايات المتحدة، التي لم تعد ترى منافساً أمامها، حقبة الأحادية القطبية. وفي عهد بوش الابن، سعت إلى ملء الفراغ في موازين القوى من خلال غزو أفغانستان والعراق، وكانت هذه الهيمنة تحت قيادة المحافظين الجدد، الذين يُعد ترامب من بقايا تيارهم".
وصرّح الدكتور محسن رضائي قائلاً: "بعد فترة، أدركت الولايات المتحدة أخطاءها وبدأت بالانسحاب من العراق، ثم تلاه انسحاب مُخزٍ من أفغانستان، مما جعلها تستشعر الخطر على مكانتها كقوة عظمى".
وأضاف: "في الولاية الأولى لترامب، دفع هذا الشعور بالضعف إلى محاولة استعادة النفوذ، حيث بدأت الولايات المتحدة منذ سنوات عدة بالتخطيط لهيمنة بالوكالة في غرب آسيا، مستخدمةً "إسرائيل" كمركز لهذه الهيمنة، ثم إلحاق الدول العربية تحت مظلة ما يُسمى "اتفاقيات أبراهام"، تمهيداً لمواجهة محور المقاومة لتحقيق هذا الهدف".
وأردف قائلاً: "كان الحلم الطموح لهذه الهيمنة هو إعادة تشكيل الدول في محور المقاومة، وعليه فإن ما شهدناه خلال العام الماضي في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، لم يكن حروباً متفرقةً، بل كان حرباً واحدةً في عدة دول، تهدف إلى تحقيق ذلك الحلم الطموح".
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني في فترة الدفاع المقدس: "بعد إخفاق الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه في غزة، سعى خلال عدوانه على لبنان إلى التقدم حتى نهر الليطاني، إلا أنه واجه مقاومةً لبنانيةً صلبةً، مما اضطره في النهاية للرضوخ لوقف إطلاق النار".
وفيما يتعلق بالأحداث في سوريا، قال اللواء محسن رضائي: "من المتوقع أن تظهر خلافات سواء داخلياً أو بين القوى الطامحة للعب دور في هذا البلد. ورغم حرصنا على استقرار سوريا وأمنها، إلا أن هذا الحدث كان مهمةً عابرةً هدفت إلى إخراج إيران من سوريا".
وأضاف: "بعد خمسة وعشرين يوماً من عملية طوفان الأقصى، وتحديداً في 1 نوفمبر 2023، كتبت رسالةً إلى المرحوم آية الله رئيسي أوضحت فيها أن حدثاً جللاً قد وقع في رقعة جغرافية صغيرة، وأن تداعياته ستمتد إلى لبنان وسوريا والعراق. وهذا التوقع نابع من تحليل تاريخي استراتيجي، مما يؤكد الحاجة الملحة لمثل هذا التخصص في جامعة الدفاع الوطني العليا".
وتابع أمين المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي بين رؤساء السلطات قائلاً: "تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على مكانتها كإحدى القوتين العظميين على الأقل، في حين يواصل الكيان الصهيوني حلمه في التوسع من النيل إلى الفرات".
وأكد اللواء رضائي: "إن الإنجاز الأعظم للدفاع المقدس بالنسبة لنا، كان إدراك قيمة القوى البشرية، وأن تجاهل النظام السوري لهذه القيمة وإضعاف الجيش الوطني وعدم الاهتمام بالقوى البشرية والشعبية، أدى إلى سقوط بشار الأسد".
واختتم حديثه موضحاً: "تتكون الحرب من ثلاث طبقات: الأولى هي العتاد، وتشمل المعدات والأدوات، والثانية هي البرمجيات وتشمل الأمور الفنية والتخطيط، أما الثالثة فهي العقول المدبرة وتشمل القادة والقيادة والمبادرات العملياتية، ولذلك يجب دراسة وتحليل الأحداث الأخيرة بدقة".
وقبل كلمته، تحدث العميد الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم، رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا، مشيراً إلى أن أكثر من 200 طالب أجنبي يدرسون في الجامعة، وقال: "إن إنتاج معرفة الحكم، والإدارة الاستراتيجية، وتأهيل المديرين المتميزين من أهداف جامعة الدفاع الوطني، ووجود الطلاب الأجانب في هذه الجامعة يمثّل جزءاً من مرجعيتنا العلمية".
وفي هذا الحفل، الذي حضره جمع من القادة وقدامى المحاربين في حقبة الدفاع المقدس، صرح العميد أحمدي مقدم: "كل واحد منكم، أيها القادة والرواد الأعزاء، مساهم في تطور وتقدم جامعة الدفاع الوطني العليا".
وأضاف: "بدأت جامعة الدفاع الوطني العليا عملها في أوائل عام 1992، وشهدنا حتى اليوم نمواً وتطوراً في الكم والكيف. وفي عام 1994، طرح القائد الأعلى للثورة الإسلامية (دام ظله) لأول مرة موضوع الحضارة الإسلامية الجديدة في هذه الجامعة، معتبراً دور الجامعة مهماً في هذا المسار".
وأكد رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا أن "القوة العلمية هي حجر الأساس لجميع المكونات والقوى الوطنية"، مضيفاً: "اكتسبت هذه الجامعة دوراً جديداً في حكم البلاد من خلال تأسيس مدرسة الحكم، وإن إنتاج معرفة الحكم والإدارة الاستراتيجية وتأهيل المديرين المتميزين، من أهداف هذه الجامعة".
وفي ختام الحفل، ألقى العميد الدكتور ملك زاده، النائب السابق للجامعة، كلمةً، وتم تكريم ثلاثة من خريجي الدورات السابقة المتميزين.
تعليقكم :