انعقاد الندوة التخصصية “الحكم الإسلامي في فكر وآثار وتراث الشهيد الأستاذ مرتضى مطهري

وفقاً لتقرير مركز الاتصالات والعلاقات الدولية في جامعة الدفاع الوطني العليا، أُقيمت ندوة تخصصية بعنوان “الحكم الإسلامي في فكر وآثار وتراث الشهيد الأستاذ مرتضى مطهري” بمناسبة ذكرى استشهاد هذا المفكر العظيم ويوم المعلم، وذلك في قاعة الشهيد رجائي بمدرسة الشهيد بهشتي العليا للحكم. وقد تولى الدكتور علي لاريجاني، مستشار قائد الثورة الإسلامية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، شرح مختلف أبعاد رؤى الشهيد مطهري في مجال الحكم.
في بداية الندوة، أشار الدكتور بختياري رئيس مدرسة الشهيد بهشتي العليا للحكم، إلى مقولة للإمام الخميني (قدس سره) حيث قال: “آثار الشهيد مطهري كلها بلا استثناء صالحة للاستفادة”. ووصف هذا التوصيف من الإمام بأنه فريد، وأكد على توصية الإمام للشباب بالرجوع إلى مؤلفات الشهيد مطهري.
ثم قدّم الدكتور لاريجاني شرحاً لشخصية وفكر الأستاذ الشهيد مطهري، واصفاً إياه بالشخصية متعددة الأبعاد ذات الجوانب العلمية والفكرية المتنوعة. واعتبر أن مؤلفاته الملتزمة تعد علامةً على العناية الإلهية الخاصة، وأكد على محورية العقلانية في فكره. وبحسب الدكتور لاريجاني، فإن سعي مطهري لتقديم الفكر الديني في إطار التقليد العقلاني والتقرب العقلاني من المفاهيم الإسلامية، يعد من السمات البارزة والمميزة له.
كما أشار إلى عدة محاور كبرى وأساسية في المنظومة الفكرية للشهيد مطهري تشكّل الأساس لرؤاه في مختلف المجالات. وتشمل هذه المحاور: الاهتمام باحتياجات العصر مع فهم صحيح لقضايا المجتمع، والنظرة متعددة الأبعاد للإنسان والإيمان بالنمو الشامل للفرد في الجوانب المادية والمعنوية، وكذلك فهم الفطرة الإنسانية كأساس للفكر والأيديولوجيا الإسلامية.
ثم شرح الدكتور لاريجاني بشكل خاص رؤى الشهيد مطهري في مجال الحكم، موضحاً أربع نقاط رئيسية: أولاً، مفهوم العدالة الفطرية التي تعني وصول كل شخص إلى حقه الطبيعي وهي أساس تشكيل القوانين؛ ثانياً، الحرية الإيجابية التي تؤكد على دور الحكم في تهيئة الأرضية لحركة المجتمع وتقدمه؛ ثالثاً، التخطيط الإقليمي لإيجاد التوازن في نمو مختلف مناطق البلاد؛ ورابعاً، الحكم ثنائي المستوى الذي يشمل هداية المجتمع نحو السعادة (الحكمة) وإدارة المجتمع بكفاءة (البيروقراطية) في آن واحد.
وأوضح مستشار قائد الثورة الإسلامية أن الشهيد مطهري كان يعتقد أن الحكم الإسلامي يجب أن يهتم بالنمو المادي والمعنوي للمجتمع في آن واحد، وأن يوفر الأدوات الرادعة اللازمة ضد الأعداء.
واختتم الدكتور لاريجاني بالقول إن الشهيد مطهري كان يعتقد أن النظرية العلمية الثقافية تتقدم على مختلف نظريات التنمية، ويمكن تقديمها كنموذج بارز للحكم القائم على العدالة.
تعليقكم :