مقابلة اللواء الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم خلال أول تدريب استراتيجي لمحاكاة حدث بيولوجي

خلال مشاركته في أول تدريب استراتيجي لمحاكاة حدث بيولوجي، والذي انعقد يوم السبت الموافق 10 مايو 2025 في مقر منظمة الدفاع المدني، تحدث اللواء الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم، رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني، في مقابلة أجراها مع مركز الاتصالات والعلاقات الدولية بالجامعة، عن أهمية هذا النوع من التدريبات في تعزيز الجاهزية الوطنية. وأوضح أن الألعاب الاستراتيجية تُعتبر ممارسة شائعة على مستوى العالم، خاصةً في الدول المتقدمة، حيث أصبحت الأحداث في عصر التكنولوجيا الحديثة أكثر تواتراً وسرعةً في التغير، مما يجعلها مفاجئةً وقادرةً على التأثير العميق على الدول.
وأشار الدكتور أحمدي مقدم إلى أن تجنب المفاجآت يتطلب استخدام أدوات متعددة مثل إعداد السيناريوهات، المحاكاة، والألعاب الاستراتيجية، إلى جانب أساليب أخرى مثل الرصد الوطني. وأوضح أن هذه الأساليب تُمكّن الدول من وضع حلول للتعامل مع السيناريوهات المستقبلية ضمن أفق يمتد من 5 إلى 10 سنوات، مما يُعزز قدرتها على الاستجابة الفعّالة.
وأضاف الدكتور أحمدي مقدم أن إعداد السيناريوهات يضع الجهات الوطنية في أجواء واقعية لمواجهة التهديدات المحتملة، سواء كانت تهديداً بيولوجياً، جائحة، أو تهديداً جماعياً من جهة معينة. وأكد أن الأجهزة الوطنية يجب أن تحدد نوعية ردود الفعل المناسبة باستخدام أدوات متقدمة مثل البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، والأدوات الآلية لدعم اتخاذ القرار.
وأوضح رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني أن الجهود تُبذل لإعداد المسؤولين ليكونوا في إطار زمني يمتد لعشر سنوات، بحيث يتمكنون من العودة إلى الحاضر عبر الهندسة العكسية بعد استشراف المستقبل، مُشيراً إلى أهمية تحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها اليوم لتجنب المفاجآت المستقبلية.
وفي مقارنة بين تداعيات جائحة كورونا وتكاليف الدفاع المقدس، قال الدكتور أحمدي مقدم إن جائحة كورونا تسببت في خسائر اقتصادية، بشرية، نفسية ومعنوية كبيرة، مما جعل أول تدريب استراتيجي في البلاد يركز على مواجهة التهديدات البيولوجية وجائحة محتملة.
وأشار إلى أن العالم اليوم يتوقع بشكل كبير وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل، مُضيفاً أن تجربة كورونا توفر فرصة لتقييم الأداء السابق وبناء أساس قوي للمستقبل. وأكد أن الهدف هو تقليل الخسائر المحتملة في حال وقوع حدث مشابه.
وفيما يتعلق بسبب اختيار المحاكاة الاستراتيجية لهذا التدريب، أوضح الدكتور أحمدي مقدم أن الجامعة العليا للدفاع الوطني قامت بتصميم عدة ألعاب استراتيجية في مجالات متنوعة، بما في ذلك المجالات العسكرية، الاقتصادية، وحرب الإدراك. وأضاف أن اختيار هذا التدريب جاء بناءً على استعداد الفريق المُنفذ وليس بالضرورة بسبب أهمية الموضوع مقارنةً بالمواضيع الأخرى.
تعليقكم :