قراءة رسالة الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في جامعة الدفاع الوطني العليا

٠٥ يناير ٢٠٢٥ | ٠۷:٢٤ رقم الخبر : ۷٢٥١ الاخبار
عدد القراءات:١١
قراءة رسالة الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في جامعة الدفاع الوطني العليا

وفقاً لما أفاد به مركز الاتصالات والعلاقات الدولية، استقبلت جامعة الدفاع الوطني العليا يوم الأربعاء، الموافق 12 دي 1403، نخبةً من المفكرين من 30 دولة حول العالم، الذين حلّوا ضيوفاً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوةٍ من المجمع العالمي للصحوة الإسلامية.

وفي هذا اللقاء، قام حجة الإسلام والمسلمين أختري، رئيس لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني في رئاسة الجمهورية، بتلاوة الرسالة الصادرة عن الدكتور علي أكبر ولايتي، الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية. وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن اندلاع الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) في أواخر القرن العشرين، وظهور مفهوم المقاومة، لا يُمثل مجرد مصطلح عابر، بل هو أيديولوجية ونظرية متكاملة ظلت تُشكّل مصير غرب آسيا على مدى سنوات. وفي هذا السياق، فإن نشوء وتشكُّل محور المقاومة بقيادة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظله العالي) - باعتباره كياناً هوياتياً ومنظومةً توعويةً وصانعةً للهوية الإقليمية في سنوات ما بعد انتصار الثورة الإسلامية - يُمثل ظاهرةً غيَّرت العديد من المعادلات الإقليمية والدولية.

وعلى الرغم من أن القرن العشرين قد شهد العديد من المحاولات من قِبَل فاعلين من داخل الوطن وخارجه، معترضين على القواعد والمعايير السائدة في العلاقات الدولية، إلا أن جهودهم لم تُثمر نتائج ملموسةً. وفي ظل هذه الظروف، انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، متحديةً النظام ثنائي القطبية وأحادي القطبية، وتاركةً تأثيرات عميقة على النظام الدولي.

إنها نهضة تحدَّت المعسكرين الشرقي والغربي، وحققت انتصاراً لحركة دينية عظيمة، وأثبتت تهافت القوالب النمطية القديمة، وقدَّمت للعالم نموذجاً جديداً يجمع بين الدين والدنيا، مُدشِّنةً عصراً جديداً.

أما مطلع القرن الحادي والعشرين، فتشير الدلائل المتنوعة إلى أفول الهيمنة الأمريكية وبروز قوى إقليمية وعالمية جديدة. وتُظهر الأحداث والتطورات الراهنة أن النظام العالمي في طور التغيير، ومن مؤشرات ذلك التزايد الملحوظ في عدد الفاعلين على الساحة الدولية المتصدين للقواعد والمعايير والقوى القائمة.

ويُعد تشكُّل محور المقاومة كمنظومة دفاعية وأمنية في غرب آسيا، وما تبعه من تشكُّل جيوسياسي للمقاومة، من أبرز إنجازات النهضة الإسلامية في السنوات الأخيرة.

وفي محاولاتها المستمرة للحفاظ على هيمنتها والهروب من السقوط والأفول، دأبت الولايات المتحدة على استخدام ثنائية الترغيب والترهيب. فعلى مدى القرن الماضي، سعت إلى تحييد أو قمع العديد من التيارات والحركات التي تصدت لأحاديتها القطبية من أمريكا الوسطى إلى جنوب شرق آسيا. وخلال نصف القرن الأخير، وبهدف الحفاظ على هيمنتها في مواجهة محور المقاومة وتعزيز نفوذها واستمرار سياسات الاستعمار والاستغلال، قدَّمت دعماً مطلقاً ولا محدوداً للكيان الصهيوني المصطنع، في محاولة لمنع تشكُّل وتعاظم قوة محور المقاومة.

في المقابل، كان النضال ضد "إسرائيل" ودعم القضية الفلسطينية في المنطقة، من أهم العوامل والأسس الجوهرية لخطاب المقاومة. وفي الواقع، تُشكل القضية الفلسطينية ومعاداة "إسرائيل" عاملاً مشتركاً وثابتاً بين جماعات المقاومة في ما يتعلق بالنظام الإقليمي. وفي حين كان تأمين أمن "إسرائيل" يمثّل أهم أهداف قوى الهيمنة في المنطقة، برز تحرير القدس الشريف كأحد أهم مطالب المقاومة. وقد نجح هذا المبدأ الأساسي، منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية، في إخراج العالم العربي من مسار التطبيع مع "إسرائيل" الذي بدأ بتوقيع أنور السادات، رئيس مصر آنذاك، على معاهدة كامب ديفيد. وقد فتحت هذه السياسة آفاقاً جديدةً في النضال ضد "إسرائيل".

إن تأسيس حركات المقاومة الثورية والشعبية في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية، وعلى رأسها حزب الله اللبناني وحركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وكذلك انطلاق حركة الانتفاضة في الأراضي المحتلة، كلها تحققت في ظل نموذج الثورة الإسلامية ورؤيتها المتمرکزة حول الأمة وتأثيرات التوجيه الحكيم لقائد الثورة الإسلامية. ونشهد اليوم سخطاً شعبياً غير مسبوق وأحداثاً استثنائيةً في جميع أنحاء العالم والمحافل الدولية ضد هذا الكيان، وكل ذلك من بركات المقاومة وعملية السابع من أكتوبر.

کما أن تصاعد موجات الانتفاضة، وإلهام الثورة الإسلامية، وطرد الكيان الصهيوني من جنوب لبنان، وحرب حزب الله الـ33 يوماً، والصحوة الإسلامية، وحروب غزة (22 يوماً و8 أيام و42 يوماً)، وتبني العقيدة الدفاعية الذكية في العراق واليمن، وإيمان الشباب الفلسطيني في مواجهة المخططات والسيناريوهات الاستكبارية الشريرة مثل مسار التطبيع و"صفقة القرن"، كلها شواهد على هذه الحقيقة. وقد جسَّدوا ذلك في أحدث وأهم مخططاتهم عبر تصميم وتنفيذ "طوفان الأقصى"، موجّهين ضربةً استراتيجيةً لهوية وبنية الاستكبار ونظام الهيمنة، مُثبتين للعالم أن بداية التغيير في المنطقة والشرق الأوسط الجديد هو السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى الناجحة، وليس إرادة أمريكا ورئيس وزراء الكيان الصهيوني المشؤوم.

يعتقد كيان الاحتلال وداعموه الدوليون، في وهمٍ باطل بعد هذه الهزيمة المُخزية، أنهم قادرون على إجبار شعب غزة والشعوب الأخرى على التهجير القسري والقضاء على المقاومة الإسلامية من خلال الضغط على شعبنا والشعب الفلسطيني الصابر المقاوم، وارتكاب المجازر والإبادة الجماعية في المنطقة، والوضع الذي افتعلوه مؤخراً في سوريا. غير أنه وفقاً للسنن الإلهية، كلما زاد الضغط والظلم والعدوان على الشعب الفلسطيني المقاوم، جاءت النتائج عكسيةً. وستُظهر نتائج صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني البطل في المستقبل القريب، ثماراً وافرةً في سوريا وبلدان العالم الأخرى، مُبيِّنةً كيف غيَّر منطق المقاومة الإسلامية قواعد اللعبة، وستُبرز براعم وثمار هذه المقاومة المجيدة عزة وشرف وشموخ المقاومة الملحمية.

علي أكبر ولايتي

الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية

الکلمات الرئيسة: في الإسلامية في في المنطقة في مواجهة الإسلامية الثورة الإسلامية للصحوة الإسلامية العالمي للصحوة الإسلامية على المقاومة


تعليقكم :