الذكرى الخامسة والأربعون لتأسيس الحرس الثوري الإسلامي: رمز القوة والأمن والتقدم

تحلّ علينا الذكرى الخامسة والأربعون لتأسيس الحرس الثوري الإسلامي، مذكرةً بالتدبير الحكيم لمؤسس الثورة الإسلامية العظيم، الإمام الخميني (قدس سره)، في تأسيس هذه المؤسسة المقدسة. فمنذ تأسيسه، لم يعمل الحرس الثوري كذراع قوية للثورة الإسلامية في حفظ وحماية إنجازاتها فحسب، بل أصبح من خلال دوره المحوري في مختلف المجالات، ركناً أساسياً للأمن والقوة والتقدم في البلاد.
لقد وقف الحرس الثوري، بفهمه العميق للتهديدات التي تواجه الثورة الإسلامية، دوماً في الخطوط الأمامية للدفاع عن وحدة الأراضي والقيم السامية لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد سطرت بطولات مقاتليه الشجعان خلال فترة الدفاع المقدس ملاحم خالدة في تاريخ هذه الأرض، وأثبتت أن الحرس الثوري يمثّل حصناً منيعاً ضد أي عدوان أو اعتداء.
وتجاوز دور الحرس الثوري الجانب العسكري ليشمل حضوراً فاعلاً ومؤثراً في مجالات البناء ومكافحة الحرمان. فتنفيذ المشاريع الإنشائية الكبرى، وتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية، والمشاركة في مشاريع التنمية، ما هي إلا جزء من جهود الحرس الثوري في سبيل تعمير البلاد وتقدمها.
وقد خطا الحرس الثوري، معتمداً على المعرفة والتكنولوجيا المحلية، خطوات واسعة في مجال الابتكار والاكتفاء الذاتي. فتصميم وصناعة المعدات العسكرية المتطورة، وتطوير الصناعات الدفاعية، ودعم الشركات القائمة على المعرفة، من بين إجراءات الحرس الثوري لتعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية للبلاد.
كما لعب الحرس الثوري دوراً فريداً في مكافحة الإرهاب والتطرف. فالمواجهة الحاسمة مع الجماعات الإرهابية والتكفيرية، والمساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم الشعوب المظلومة، كلها من جهود الحرس الثوري في سبيل السلام والأمن العالميين.
في الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الحرس الثوري الإسلامي، وإذ نستذكر بإجلال ذكرى شهدائه الأعزاء، نقدّر الجهود المتواصلة لقادته وحراسه ومتطوعي التعبئة الشجعان. ونأمل أن يواصل الحرس الثوري، معتمداً على الإيمان والإخلاص والخبرة، مسيرته نحو رفعة إيران الإسلامية، وأن يظل رمزاً للقوة والأمن والتقدم، ونموذجاً يحتذى به لسائر الشعوب الحرة في العالم.
مركز الاتصالات والعلاقات الدولية بجامعة الدفاع الوطني العليا
تعليقكم :