بيان صادر عن الجامعة العليا للدفاع الوطني بمناسبة أسبوع البحث العلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾
(سورة فصلت: الآية 53).

أيها الأساتذة الأفاضل، أيها الباحثون الموقرون، أيها الطلاب المتألقون والمثابرون،
إن ارتقاء الأمم وازدهارها رهينٌ بنهضة العلم وتقدّم البحث العلمي، فما من أمة تقاعست عن الركب العلمي إلا وأضحت على هامش الحضارة، مهددةً في شتى مجالات حياتها الفردية والاجتماعية، بل إن ضعفها العلمي ينعكس لا محالة على قدرتها الدفاعية وأمنها الوطني، فتغدو عرضةً لتهديدات الأعداء وضغوطهم، عاجزةً عن مواجهة التحديات وصون استقلالها.

لقد دأبت الجامعة العليا للدفاع الوطني، بوصفها المنارة العلمية الأسمى والمرجع البحثي الاستراتيجي لقواتنا المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على الإيمان بأن البحث العلمي هو المحرك الذي يولّد القوة ويصوغ المستقبل، وهو السبيل الأسمى لمعالجة معضلات الوطن على الصعيدين المحلي والدولي، سواء أكانت سياسية أم اقتصادية، ثقافية أم اجتماعية، بيئية أم دفاعية وعسكرية، في سبيل تحقيق الأمن المستدام ورسم ملامح المستقبل المشرق. وفي عالمٍ تتسارع فيه وتيرة التحولات العلمية على نحوٍ غير مسبوق، بات الاستثمار الذكي والمدروس في ميادين البحث العلمي ضرورةً لا خياراً، ومطلباً لا مفرّ منه لحفظ استقلال الأمة، وصون هويتها، وتعزيز مكانتها العلمية بين الأمم.

وفي العام المنصرم، شهدت الجامعة العليا للدفاع الوطني إنجازات مشرقة ومآثر علمية رفيعة تجلّت في إسهامات أساتذتها وباحثيها وطلابها، الذين تألقوا في مختلف الميادين العلمية على الصعيدين الوطني والدولي. وقد تحققت هذه النجاحات بفضل تعزيز البنية التحتية للبحث العلمي، ودعم الفرق البحثية المبتكرة، وتوسيع آفاق التعاون العلمي الدولي، ومدّ جسور الشراكة مع مؤسسات القوات المسلحة وسائر الهيئات الحاكمة في البلاد، مما أوجد بيئةً خصبةً ملهمةً تحتضن كل من يسعى لإثراء المعرفة وخدمة الأمة.

وإني، إذ أهنئ المجتمع العلمي والبحثي في البلاد بمناسبة أسبوع البحث العلمي، لأتوجه بجزيل الشكر وخالص الامتنان إلى جميع الأساتذة والباحثين والمخترعين والطلاب والكوادر العاملة في المجال البحثي بالجامعة العليا للدفاع الوطني، الذين نذروا أنفسهم بكل إخلاص وتفانٍ لخدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحت لواء قائدها الأعلى حفظه الله ورعاه، وسعوا بعزم لا يلين في سبيل رفعة الأمة وخير الإنسانية جمعاء.

آمل أن يظل شغفكم العلمي وهمّتكم العالية وقوداً لا ينطفئ، لتواصلوا توسيع آفاق المعرفة، وتُشيّدوا صرحاً علمياً شامخاً يجعل الجامعة العليا للدفاع الوطني منارةً للبحث العلمي الأخلاقي المسؤول، ومركزاً للإبداع المؤثر في مسيرة الحضارة الإنسانية.

الدكتور إسماعيل أحمدي مقدم

رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني