باستخدام 10% من تكاليف إعادة البناء يمكن تأمين إيران ضد الزلازل بشكل أساسي

٠٩ رجب ١٤٤٧ | ٠٩:٠٠ رقم الخبر : ۷٥٢٤ الاخبار
عدد القراءات:٣
باستخدام 10% من تكاليف إعادة البناء يمكن تأمين إيران ضد الزلازل بشكل أساسي

أفاد مركز الاتصالات والعلاقات الدولية لجامعة الدفاع الوطني العليا بأن الاجتماع الثالث التخصصي بعنوان “الزلزال والأمن الوطني” عُقد في إطار المؤتمر الشامل “المخاطر البيئية والأمن الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية” يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ديسمبر، برئاسة اللواء حسين باقري، وبحضور عدد من المسؤولين والمتخصصين في علم الزلازل ومديري إدارة الأزمات وأساتذة الجامعات.

وفي هذا الاجتماع، شدد اللواء باقري على ضرورة نقل تركيز البلاد من “إعادة البناء بعد الحادث” إلى “الوقاية قبل الحادث”، حيث قال: “إذا تم تخصيص حوالي 10% من النفقات الحالية للأنقاض وإعادة البناء وتعويض الأضرار والمساعدات، لأغراض تعزيز المقاومة وتحديث المناطق المتداعية وتقوية البنية التحتية، وتعليم المواطنين، وإنشاء أنظمة الإنذار السريع والمؤشرات الأولية، فإنه يمكن تأمين المدن والقرى في البلاد بشكل أساسي في إطار برنامج متعدد السنوات ضد الزلازل، مما يمنع تحميل تكاليف متكررة على الاقتصاد الوطني.”

كما وصف الزلزال بأنه “نعمة إلهية وضرورة في دورة الطبيعة” تسهم في ديناميكية قشرة الأرض وإثراء الموارد السطحية والباطنية. ومع ذلك، فإن البناء غير المدروس وضعف المعايير وتطوير المناطق المتداعية والإدارة غير الفعالة، تحول إلى تهديد جدي لحياة الناس وممتلكاتهم. وتجارب الدول الأخرى تدل على أن الالتزام بمعايير الهندسة المدنية وتوفير أنظمة الإنذار السريع والتعليم الشامل، يمكن أن يجعل حتى الزلازل الشديدة قابلة للإدارة دون أن تؤدي إلى كارثة وطنية.

وأشار اللواء باقري إلى تغيير طبيعة التهديدات وارتباط المخاطر البيئية بالحروب المختلطة والمعرفية والتكنولوجية، مؤكدًا أن العدو يمكن أن يستغل أي نقطة ضعف في البنية التحتية أو الإدارة أو المجتمع. ومن هنا، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات، والاستفادة من البيانات الضخمة، وأنظمة المراقبة الحية، والقياس عن بُعد، والمؤشرات الأولية، لم يعد خيارًا ترفيًا بل أصبح جزءًا من متطلبات الدفاع والأمن الوطني.

واعتبر اللواء باقري أن واحدةً من نقاط الضعف الرئيسية في إدارة الأزمات في البلاد، هي عدم وجود قيادة موحدة واستمرار الأعمال المتعددة بين الأجهزة. وقال: “إن تعدد مراكز اتخاذ القرار، وتداخل المهام، وعدم وجود سلسلة واضحة من السياسات إلى التنفيذ، يؤدي إلى إهدار الموارد، وحيرة الناس، وتقليل فعالية الإجراءات.” بينما يمكن أن يؤدي إنشاء هيكل قيادة موحد بتقسيم عمل واضح ومحاسب، إلى زيادة كبيرة في سرعة الاستجابة والنظام والتنسيق والفعالية في إدارة الأحداث مثل الزلازل والفيضانات.

ورأى أن المنهج الحالي للإقامة المؤقتة للمتضررين يستدعي إعادة نظر جذرية، مبرزًا: “في الواقع، غالبًا ما تتحول الإقامة المؤقتة في بعض الحالات إلى إقامة طويلة الأجل بدون معايير كافية، ودون ارتباط واضح مع برامج إعادة البناء المستدام. بينما يجب أن يكون النموذج الصحيح التركيز على الإقامة الطارئة القصيرة الأمد مع تخطيط دقيق للإقامة الدائمة الآمنة والمقاومة، حتى يتمكن الناس من الخروج من حالة الهشاشة في أسرع وقت ممكن.”

كما أبرز أهمية وضع “خريطة وطنية لتحديد الأولويات للمناطق المعرضة للخطر”، خريطة تعتمد على مستوى الخطر وكثافة السكان وأهمية البنية التحتية ودور كل منطقة، لتحديد مسارات الاستثمار التدريجي في تعزيز مراكز المقاومة وتقليل المخاطر. مما يمكّن من “توزيع ذكي للموارد” في المناطق الأكثر حساسية.

وفيما يتعلق بالفيضانات، شدّد على ضرورة تغيير وجهة النظر من الإغاثة بعد وقوع الحوادث إلى إدارة حوض مياه الأنهار والتدخل في المناطق العليا، مع عرض إجراءات مثل إدارة المياه، وإدارة الغطاء النباتي، والهياكل للتحكم في الفيضانات، وتعزيز طبقات المياه، وإعادة تصميم الجسور والطرق وفقًا للسيناريوهات المناخية الجديدة.

وتابع أن تنوع المناخ في إيران وتجارب البلاد المتعددة في الجفاف والفيضانات والغبار وتغير المناخ، يتطلب تغيير مهمة المراكز البحثية والاستراتيجية من إنتاج تقارير نظرية إلى تقديم حزم تنفيذية “ماذا يجب القيام به” للأجهزة الحكومية والمنظمات غير الحكومية.

كما خصّص جزء آخر من حديثه للتعليم الشامل ودور المنظمات غير الحكومية والشركات القائمة على المعرفة، حيث اعتبر أن تعليم المواطنين في جميع الفئات العمرية هو “ضرورة منقذة”. وأكد أن الإدارة الناجحة للأزمات يجب أن تكون مركزية على المجتمع، مشيرًا إلى أن المنظمات غير الحكومية والمجموعات التطوعية والشبكات المحلية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في التعليم والتحذير والإغاثة وإعادة التأهيل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تلعب الشركات القائمة على المعرفة دورًا مبتكرًا في تصميم أنظمة الإنذار، والمراقبة الذكية، والمعدات الخفيفة للإقامة، وحلول جديدة لتعزيز المقاومة في إدارة الأزمات.

الکلمات الرئيسة: في في إدارة في إدارة الأزمات أن يمكن أن إلى على


تعليقكم :